للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من أفاضل الحنابلة بدمشق، وكان غزير العلم سريع الفهم حسن المحاضرة فصيح العبارة وفيه تواضع وسخاء. ولد بصالحية دمشق، وحفظ القرآن العظيم، (والمقنع) في الفقه وغيره على محرر المذهب الشرف موسى الحجاوي الصالحي، وأخذ العربية وغيرها من الفنون عن العلامة خاتمة المحققين الشمس محمد بن طولون والمنلا محب الله والعلامة أبي الفتح الشبشري والعلامة علاء الدين بن عماد الدين والشهاب أحمد بن بدر الدين الطيبي الكبير، ثم رحل إلى مصر، وأخذ بها عن الجلة من العلماء كشيخ الإسلام تقي الدين محمد بن أحمد الفتوحي (١٠) شيخ الحنابلة بمصر ورئيسهم، ورجع إلى دمشق وأفتى بها ودرّس نحو ستين سنة، وسلم له فقهاء المذهب، غير أنّه كان يفتى بقول العلامة تقي الدين بن تيمية الحراني من القول بتجويز [بقاء] (١١) التزويج بعد الطلقات الثلاث الدفعية. وتولى صاحب الترجمة القضاء بالصالحية وقناة العوني والكبرى (١٢)، وكان يحكم ببيع الأوقاف إذا وجدت مسوغاتها. وترك الصالحية في أواخر عمره وقطن بدمشق بالقرب من الجامع الشريف الأموي، وخطب مدة طويلة بجامع الأمير منجك باشا بمحلة ميدان الحصا، وكان صوته حسنًا وتلاوته حسنة، وامتحن مرّات، وسافر إلى قسطنطينية في بعضها، وسرقت ثيابه وغالب ما كان يملك في منزله (١٣) بدمشق، دخل عليه اللصوص وأمسكوا لحيته وأرادوا قتله، ونسب فعل ذلك إلى غلام رُوميّ. وكانت ولادته في سابع عشر جمادى الآخرة سنة سبع وثلاثين وتسعمائة بتقديم


(١٠) في خلاصة الأثر: (تقي الدين بن أبي بكر بن محمد الفيومي).
(١١) هذه الكلمة ليست في الأصل والزيادة من خلاصة الأثر.
(١٢) المحكمة الكبرى أو البزورية في منطقة البزورية اليوم [مؤتمر بلاد الشام ١٠١ - ١٠٢] ويقال لها أيضًا الجوزية والدهيناتية [مشافهة الأستاذ دهمان].
(١٣) في الأصل "وما كان يملك غالبًا في منزله" وما أثبتناه من خلاصة الأثر.

<<  <   >  >>