للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كان صاحب حال حسنة. نعوذ بالله تعالى من الضلال بعد الهداية ومن الخسران بعد العناية. وكتب الشيخ أبو بكر كثيرًا من [نُسخ (١٨)] (الفتوحات المكية) للشيخ محي الدين بن عربي، وكتب غير ذلك كثيرًا، وكانت معرفته بالعلم الروحاني مقطوعًا بها من غير شبهة. وقفت له على مجموع بخطّه فيه نفائس الفوائد وكتب في آخره كتبه أبو بكر بن إبراهيم الحكيم الذبّاح الحنبلي، ومن جملة ما كتب فيه من الفوائد أيضًا ما صورته: قال ابن خلكان: ومما جرّب لدفع النوازل:

كنْ عنْ هُمُومِكَ مُعِرْضًا … وكِلِ الأُمورَ إلى القضا

وابشرْ بخيرٍ عاجِلٍ … تنس بهِ ما قد مضى

فلرُبَّ أمرٍ مُسخِطٍ … لكَ في عواقبِهِ رضى

ومن جملة ما رأيت فيه من الفوائد أيضًا ما صورته: (بسم الله الرحمن الرحيم سئل الشيخ الإمام علامة الأنام مجد الدين الفيروزابادي صاحب القاموس رحمه الله تعالى بما صورته: ما قول السادة العلماء شد الله بهم أزر الدين ولمّ بهم شعث المسلمين في الشيخ محيى الدين بن عربي وفي كتبه المنسوبة إليه كـ (الفتوحات) و (الفصوص) هل تحلُّ قراءتها وإقراؤها؟ وهل هي من الكتب المسموعة المقروءة أم لا؟ أفتونا مأجورين جوابًا شافيًا لتحرزوا جزيل الثواب من الكريم الوهّاب فأجاب بما صورته: اللهم أنطقنا بما فيه رضاك. الذي أعتقُدُه في حال المسؤول عنه وأدين الله تعالى به أنه شيخ الطريقة حالًا وعلمًا وإمام التحقيق حقيقة ورسمًا ومحيى رسومِ المعارفِ فِعلًا واسمًا


(١٨) الزيادة من تراجم الأعيان.

<<  <   >  >>