للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(يعني البدر) حين كان بالقاهرة سنة اثنتين وخمسين وتسعمائة وكان بدينا سمينا فقال الوالد يداعبه:

الفارضي الحنبلي الرضي … في النحو والشعر عظيم (٤) المثيل

قيل ومع ذا فهو ذو خفة … فقلت كلّا بل رزين ثقيل

واستشهد الشيخ شمس الدين العلقمي بكلامه في شرح الجامع الصغير من ذلك قوله في معنى ما رواه الدينوري في المجالسة والسلفي في بعض تخاريجه عن سفيان الثوري قال: أوحى الله إلى موسى عليه السلام (لأن تدخل يدك إلى المنكبين في فم التنين خير من أن ترفها إلى ذي نعمة قد عالج الفقر).

إدخالكَ اليدَ في التنِّين توصلها … لِمِرْفَقٍ منكَ مستعلٍ (٥) فيقطمها (٦)

خيرٌ من المرءَ يُرجى في الغنى ولهُ … خصاصةٌ سبقتْ قد كان يسنحها

ومن بدائع شعره:

إذا ما رأيت الله للكلِّ فاعلًا … رأيتَ جميعَ الكائناتِ مِلاحا

وإنْ لا ترى إلا مضاهيَ صنعِهِ … حجبت فصيرت المساءَ صباحا

ومن محاسنه أنّه صلى شخص إلى جانبه ذات يوم فخفف جدًا فنهاه فقال: أنا حنفي فقال الفارضي:

معاشر النَّاسِ جمعًا حسبما رسمَتْ … أهل الهدى والحجِى من كلِّ من نَبُها

ما حرّم العَلمُ النُّعمان في سَنَدٍ … يومًا طُمَأْنينةً أصلًا ولا كَرِها

وكونُها عندَه ليستْ بواجبةٍ … لا يُوجِبُ التركَ فيما قرّر الفُقها


(٤) كذا في الأصل والكواكب وفي الشذرات (عديم).
(٥) كذا في الأصل وفي الكواكب والشذرات (مستعدٍ) ولعلها أصوب.
(٦) كذا في الأصل وفي الكواكب والشذرات (يقضمها).

<<  <   >  >>