للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شيخنا البدر حسن بن محمد المرجاني الشهير بالطباخ، الشيخ الصالح البركة الديّن الورع السالك الأوحد أبو الفلاح بهجة الدين، وقد تقدمت ترجمة أبيه واخيه (٢٢).

كان مولده بدمشق سنة ثلاث وأربعين ومائة وألف كما أخبرني بذلك من لفظه ونشأ بها، وتلا القرآن العظيم على الشيخ الصالح سعيد بن محمد الجعفري، وأخذ الفقه عن شيخنا الشهاب أحمد بن عبد الله البعلي وبه انتفع، وتعاطى صنعة تجليد الكتب فكان يأكل من كسب يده، ثم تزوج بابنة شيخنا البدر حسن المرجاني المقدّم ذكره قريبًا، ولازمه وخدم الطريق الخلوتي مدة، ثم لمّا كان يومَ الجمعة [] (٢٣) من جمادى الثاني سنة ثلاث وتسعين بعد المائة والألف دعا البدر المذكور شيخ الإسلام والدي وجماعة من علماء دمشق إلي حجرته الغربية في الخانقاه السميساطية (٢٤) فعمل حلقة الذكر بعد صلاة الجمعة على عادتهم، وبايع صاحب الترجمة وأقامَهُ خليفة عنه وأشهد من حضر على ذلك، وكان ذلك قبل موت البدر بسنة واحدة، فإنه توفي في غرة رجب سنة أربع وتسعين ولم يعقب ذكرًا.

وكان صاحب الترجمة رجلًا صالحًا ذا شيبة نيّرة ووجه وضيء بشوشًا، له تودد للناس، ملازمًا لخويصة نفسه ولم يزل على طريقته المثلى وحاله الحسنة حتى توفاه الله تعالى، وكانت وفاته قبيل ظهر يوم الأحد الرابع والعشرين من جمادى الثانية سنة خمس ومائتين وألف، وصلي عليه وقت صلاة العصر في الجامع الأموي، ودفن بتربة مرج الدحداح.


(٢٢) أخوه في الطبقة الثانية عشرة، وأبوه فى أوائل الحادية عشرة.
(٢٣) فراغ في الأصل بمقدار كلمة واحدة.
(٢٤) السميساطية: نسبة إلى أبي القاسم علي بن محمد السميساطي وهي أمام الطريق باب الجامع الأموي الشمالي [الدارس ٢/ ١٥١ - ثمار القاصد ٢٢٦].

<<  <   >  >>