للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هو الشيخ الإمام العالم العلامة الهمام، نخبة المحدثين، عمدة الحفاظ المسندين، بقية السلف قدوة الخلف، كان جبلًا من جبال العلم وفردًا من أفراد العالم، عديم النظير في التحرير والتقرير، آية عظمى وحجة من حجج الإسلام كبرى، بحر لا يلحق له قرار، وبر لا يشق له غبار، أعجوبة عصره في الفنون، ونادرة دهره الذي لم تسمح بمثله السنون، أفرده تلميذه المحدث شمس الدين بن طولون بالترجمة في مجلد حافل سماه (الهادي إلى ترجمة يوسف بن عبد الهادي) لم يتيسر لي إلى الآن الوقوف عليه.

مولده في غرة محرم سنة إحدى وأربعين وثمانمائة (٢٤) بدمشق وقرأ القرآن العظيم على الشيخ أحمد المصري الحنبلي وجماعة، ثم على الشيخ محمد والشيخ عمر العسكريين، والشيخ زين الدين الحبال، وصلى بالقرآن ثلاث مرات، وأخذ العلم عن مشايخ كثيرة جدًا، وقد جمعهم في معجمين كبير وصغير، فقرأ (المقنع) على الشيخ تقي الدين الجراعي والشيخ تقي الدين بن قندس والقاضي علاء الدين المرداوي، وحضر دروس خلائق لا يكادون يحصون كثرة منهم القاضي برهان الدين بن مفلح والشيخ برهان الدين الزرعي. وأخذ الحديث عن خلائق من أصحاب ابن حجر العسقلاني، وابن العراقي وابن البالسي، والجمال ابن الحرستاني، والصلاح ابن أبي عمر، وابن ناصر الدين محدث دمشق، وأجاز له من مصر شيخ الإسلام قاضي القضاة أبو الفضل بن حجر العسقلاني المتقدم ذكره، والتقي الشمني. والشهاب الحجازي، والبرهان البعلي، وأبو عبد الله بن فَهْد، والشيخ قاسم بن قطلوبغا المصري، والجمال ابن ناظر الصاحبة وغيرهم.


(٢٤) في متعة الأذهان (ولد كما أخبر به سلخ سنة أربعين وثمانمائة). وكذلك في الشذرات وفي الكواكب السائرة.

<<  <   >  >>