للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال النّحاس ويوسف بن خليل: أنا الثقفي أنا أبو علي الحداد أنا الحافظ أبو نعيم أنا أبو محمد الجابري أنشدنا ابن المعتز لنفسه:

فما تنفع الآداب والعقلُ والحجى … وصاحبُها عند الكمال يموتُ

كما مات لقمانُ الحكيمُ وغيرُهُ … فكلُّهُمُ تحتَ التراب صموتُ

وبه إلى الجابري أنشدنا عبد الله المعتز لنفسه [٤٢ - ب]:

ألم تر أنّ الدهرَ يومٌ وليلةٌ … يكرّان من سبتٍ عليكَ إلى سبتِ

فَقُلْ لجديدِ العيشِ لابدَّ من بلًى … وقلْ لاجتماع الشّملِ لا بدَّ من شَتِّ

ووجدت بخط صاحب الترجمة ما صورته: في أوائل صفر سنة ثلاث وتسعمائة ولدت امرأةٌ من نساء الحدادين بقسطنطينية ولدًا ذكرًا، مختونًا، عيناه في محلّ السّجود فوق حاجبيه، وأذناه في عنقه، وليس له فم وإنما محلّه خط أسود، ولا أنف له وإنما يتنفس من أذنيه، وده لحية شقراء. فعاش يومًا واحدًا ومات. وعرض على حضرة السلطان فرآه واستفتى المفتي في الصلاة عليه فأفتى بها، وهذه من العجايب، انتهى. وكان صاحب الترجمة له خطٌ حسن كتب به عدة كتب ومجاميع، وعلى كتابته رونق ظاهر، وله تفنن بتلوين الأحبار وهيئات الكتابة، من وضعها في جداول مستديرة ومستطيلة ومربعة إلى غير ذلك. وكان نقش خاتمه اختم بخير مصلح، للأكمل بن مفلح؛ وله تآليف لطيفة منها (تاريخ من آدم عليه السلام إلى دولة السلطان قايتباي) وقطعة من (تاريخ دمشق وما يتعلق بها)، وكتاب (فيمن ولي قضاء الحنابلة استقلالًا)، مرتبًا بولاية الملوك بمصر، (رسالة في تواريخ الأنبياء من لدن آدم إلى نبينا محمد -صلى الله عليهم جميعًا-)، (رسالة مشتملة على مدة الخلافة بعد النبي -صلى الله عليه وسلم-)، (رسالة في ذكر أخبار الملوك المصرية)، رسالة (مختصر من

<<  <   >  >>