للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مشتغلًا مشهور السمعة جريئًا في فصل الأمور. أخذ عن والده فرحل إلى مصر في سنة خمس عشرة بعد الألف وأخذ بها الحديث عن النور الزيادي وتفقه بالشيخ يحيى بن الشرف موسى الحجاوي المتقدم ذكره (١٨)، وبالشيخ الإمام عبد الرحمن بن يوسف البهوتي وأجازاه بالفتوى والتدريس، وذكر له الحجاوي في إجازته أنّه أفتى بالجامع الأزهر مرارًا، وأفاد واستفاد، ثم رجع لدمشق في سنة سبع عشرة بعد الألف وولي قضاء الحنابلة بالمحكمة الكبرى بدمشق أولًا، ثم صار قاضي قضاة الحنابلة بمحكمة الباب، وكان جريئًا مقدامًا في الأمور وتوفي سادس عشر شعبان سنة ستٍّ وثلاثين وألف انتهى. وترجمه البدر البوريني في تاريخه فقال: اجتمعت به فرأيته وسط الحال وإن داوم الاجتهاد يرجى أن يلحق بأبيه وجده وقد رأيت في يده كتابًا من تصانيف [٤٩ - أ] ابن طولون ذكر فيه من في الصالحية من العلماء الأعلام فقال: ومنهم إبراهيم بن عبد الواحد بن علي بن سرور المقدسي، ثم الدمشقي الصالحي الفقيه الزاهد الشيخ عماد الدين أبو اسحاق وأبو إسماعيل أخو الحافظ عبد الغني، ولد بقرية جَمّاعيل (١٩) سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة وهاجر إلى دمشق مع جماعتهم. قال: سبط ابن الجوزي حضرتُ جنازته ورأيتُ النّاس الذين حضروا جنازته فكان أولهم في جبل قاسيون عند مغارة الدم وآخرهم في دمشق عند باب الفراديس وقد نقلوا جنازته في الصباح فلم تصل إلى محلّ قبره عند الشيخ أبي عمر رضي الله عنهما إلَّا في آخر النهار فخطر في بالي الأبيات التي أنشدها سفيان الثوري وهي:

نظرتُ إلى ربي كفاحًا فقال لي … هنيئًا رضائي عنك يا بنَ سعيدِ


(١٨) تقدمت ترجمته في ص ١٢٤.
(١٩) جَمّاعيل بفتح الجيم وتشديد الميم بلدة في جبل نابلس قرب القدس [معجم البلدان].

<<  <   >  >>