للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يارب قد وافيتُ بابك ضارعًا … أرجو رضاك وأنت أمن اللائذِ

متوسلًا بمحمدٍ معْ آله … هذا مقام المستجير العائذِ

وله أيضًا:

أمعذبي من دعج نجلاويه قد … قرّطت أحشائي بسهم نافذِ

فأتيتُ كعبة حسنك الزاهي بها … متشبثًا لما غدوتَ مُنابذي

وقلبتني حتى خفيت من الجفا … وسددت بالهجر المبيد منافذي

أرجو حنانًا منك يزلف نائبا … هذا مقام المستجير العائذ

وأنشدني من لفظه لنفسه يوم الأربعاء ثامن عشر شوال سنة حمس ومائتين وألف الأديب سعيد بن أحمد المقدسي الصالحي بها قوله:

يا سادة سادوا الأنام بقربهم … من جامع الكلم الشريف النافذِ

قد جئتم أبغي نداكم قائلًا: … هذا مقام المستجير العائذ

ثم قال المحبي في ترجمة صاحب الترجمة: وكنت في عنفوان عمري تلمذت له وأخذت عنه وكنت أرى لُقيته فائدة أكتسبها وجملة فخر لا أتعداها، فلزمته حتى قرأت عليه الصرف والحساب، وكان يتخفني بفوائد جليلة ويلقيها عليّ وحباني الدهر مدة بمجالسته فلم يزل يتردد إليّ تردد الآسي إلى المريض، حتى قدر الله تعالى الرحلة عن وطني إلى ديار الروم وطالت مدة غيبتي وأنا أشوق إليه من كل شيق، حتى ورد عليّ خبر موته وأنا بها فتجددت لوعتي أسفًا على ماضي عهوده وحزنا على فقد فضائله وآدابه، وكان قد حج فمات بمكة المشرفة.

وكانت وفاته سادس عشر ذي الحجة الحرام سنة تسع وثمانين وألف بتقديم

<<  <   >  >>