للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


للاستفادة وكان عجبًا في تقرير العبارة يؤديها بفصاحة وبيان، وله من التآليف (نظم الشافية) في الصرف وشرحها شرحًا حافلًا وله (تشطير بديع على ألفية ابن مالك) في النحو، وله (ارجوزة في العروض) وغير ذلك من الرسائل. وكان وقورا ساكنا كثير البر بوالده وشوهد مرارًا إذا كان في درسه ومر عليه والده يقوم من الدرس ويأخذ مداكما والده منه ويمشي خلفه بأدب وسكينة، ويلازم حضور دروس والده بالجامع الأموي بين العشاءين، وكان والده يحبه كثيرًا ويحترمه ويدعو له لما كان عليه من البر والديانة والصيانة وملازمة الطاعات وكف اللسان عن اللغو والانقطاع عن الناس. وكان ينظم الشعر الباهر فنه قوله مشطّرا الأبيات المنسوبة لجعفر الصادق رضي الله عنه:
عتبت على الدنيا وقلت إلى متى … تسيئين صنعا مع ذوي الشرف الجلي
أفاقدة الانصاف حتى عليهمُ … تجورين بالهمّ الذي ليس ينجلي
فكلُّ شريفٍ من سلالةِ هاشمٍ … بسئ حظ في مذاهبه ابتلي
ومعْ كونه في غاية العزّ والعلا … يكونُ عليه الرزق غير مسهّلِ
فقالت نعم يا ابن البتولِ لأنني … خسيسةُ قدرٍ عن علاكْم بمعزِلِ
وأما إساآتي فذلكَ أنني … حقدتَ عليكم حينَ طلّقني علي
(وقوله مشطرًا هذه الأبيات المنسوبة لابن عباس رضي الله عنهما):
أحبّوا الخيل واصطبروا عليها … فإنّ بها المسرةَ والكمالا
وراعوا حقّها في كلِ وقتٍ … فإن العزّ فيها والجمالا
إذا ما الخيل ضيّعها إناسٌ … أنلناها الترفُه والدَّلالا
فخيرٌ في نواصيها اقتضى أن … حفظناها فأشبهت العيالا
نقاسمها المعيشةَ كلَّ يومٍ … ولا نخشى لنعمتنا زوالا
ونلبسها المحاسن من حليٍّ … ونكسوها البراقع والجلالا

<<  <   >  >>