للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


(وفي الفوارة للأستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي)
رب فوّارةٍ زهت تتثنى … بقوام دبّتْ به الخيلاءُ
كقضيب الألماس لا بل كغصنٍ … من لجينٍ فاعجبْ له وهو ماءُ
(وله فيها)
ورُبَّ فوّارةٍ راقت نواظرَنا … ومن يشاهدُها قد حركتْ طربَهْ
يعلو وينزل فيها الماءُ منحدرًا … كأنّة طاسةُ البلّورِ منقلبهْ
(وفي ذلك قول الوجيه المناوي)
فوارةٌ تشبه في شكلها … سبيكةً من فضةٍ خالصهْ
تلهيك في الحسن فقد أصبحت … جاريةً ملهيةً راقصهْ
(وقال ابن تميم مع التضمين)
لو كنتها أبصرتها فوارةً … للشمس في أمواجها لألاءُ
لرأيت أعجب ما يكون ببركةٍ … سال النُّضارُ بها وقام الماءُ
وفي الفواز تشابيه كثيرة اقتصرنا منها على ما ذكر.
وكانت وفاة المترجم في جمادى الثانية، سنة تسع عشرة ومائة وألف، ودفن بتربتهم شرقي مزار الشيخ بكّار برج الدحداح، وتأسف عليه الغالب من الناس لاسيّما والده فصبر واحتسب، ورثاه الشيخ سعدي العمري بقوله مؤرخًا وفاته:
ألا تبًا ليومكَ من ذميمِ … أيا فردَ الفضائلِ والفُهومِ
ابحتَ لنا به أسفًا وحُزنًا … يزيلان الحياةَ عن الجسومِ
وغادرتَ الرفاقَ بلا امام … يرينا كيفَ فائدة العلومِ

<<  <   >  >>