للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


إبراهيم الفتال ومحمد بن أحمد العمري بن عبد الهادي والشيخ شكر الله الهندي ومحمد الإسكداري وأحمد النخلي وعلي بن القادري الحموي الخلوتي وغيرهم من الإجلاء الذين يجمعهم ثبته، وكان يرزق من عمل يده في تجليد الكتب ومن ملك له في قرية دوما، وبارك الله في رزقه فحج أربع مرات، وكان يلازم الدرس لإقراء العلوم بالجامع الأموي بكرة النهار، وبعد وفاة شيخه أبي الواهب بين العشاءين بالجامع الأموي أيضًا وأخذ عنه خلق لا يحصون وانتفعوا به، وكان دينًا صالحًا عابدًا خاشعًا ناسكًا مصون اللسان منورًا بشوش الوجه تعتقده الخاصة والعامة ويتبركون به ويكتب التمائم للمرضى والمصابين فينفعهم بذلك، ولا يخالط الحكام ولا يدخل إليهم، وألجأته الضرورة مرة لأداء الشهادة عند قاضي دمشق الشام، فدخل وجلس فناوله الخادم فنجان القهوة فتناوله ووضعه بقرب فمه وأوهم القاضي أنه شربه ثم أعطاه للخادم، فعرف القاضي ذلك لأنه كان يلاحظه فقال له: أراك تورعت عن شرب قهوتنا فن أين تكتسب؟ فقال من عمل يدي في تجليد الكتب وقد حججت بحمد الله تعالى أربع مرات فقال له القاضي: كيف هذا؟ فقال له: إن الله تعالى خلق آدم واحدًا وبارك في ذريته حتى ملأوا الدنيا، وكذلك يبارك الله تعالى في الرزق الحلال القليل حتى يكون كثيرًا فأذعن القاضي لذلك وأثنى عليه. وصنف شرحًا على (دليل الطالب) في مذهب الحنابلة.
وكانت وفاته في ليلة الثلاثاء الثامن عشر من ربيع الآخر سنة خمس وثلاثين ومائة وألف ودفن تحت رجليّ والده بمقبرة مرج الدحداح رحمه الله تعالى ورضي عنه، وأعاد علينا من بركاته وقال مؤرخًا لوفاته تلميذه الشيخ محمد الغزي العامري بقوله:
كم من نعيمٍ عند ربي قد خُبي … للشّيخ عبد القادر التغلبي

<<  <   >  >>