للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المدرسة المرادية (٦) وطلب العلم ولازم أوحد عصره في العلوم محمد أبا المواهب بن عبد الباقي الفتي الحنبلي، وأخذ عنه الفقه والحديث وأخذ أيضًا عن أبي التقى عبد القادر بن عمر التغلبي وقرأ عليهما كتبا عديدة في الفقه (كدليل الطالب) و (المنتهى) (والإقناع)، وفي الفرائض والحساب عدة كتب منها (شرح الرحبية) (وشرح اللمع) (وشرح النزهة) (وشرح الفصول) لشيخ الإسلام زكريا (وشرح الترتيب) للجمال عبد الله الشنشوري، ولازم دروس الشيخ أبي المواهب في الجامع الأموي بين العشائين، وسمع منه عدة من كتب الحديث كـ (الجامع الكبير) للحافظ السيوطي ثم بعد وفاته لازم دروس الشيخ عبد القادر القدم ذكره بين العشائين لما جلس مكان الشيخ أبي المواهب، وقرأ على الإمام [] (٧) محمد بن عبد الجليل المواهبي لما جلس في مكان جده، وأعاد له الدرس إلى أن توفي، وأجاز له جميع شيوخه، وأخذ أيضًا عن ابن عمنا الشهاب أحمد بن عبد الكريم الغزي العامري وأجاز له الأستاذ العارف مصطفى بن كمال الدين الصديقي البكري، وذلك سنة سبع وأربعين ومائة وألف، كما وقفت على ذلك. وترجمه الجد الشمس محمد بن عبد الرحمن الغزي العامري في كتابه (لطائف المنة) بترجمة حسنة وقال في حقه: وكان بارعًا في الفقه كثير الاستحضار لفروعه، بارعًا في الفرايض وعلم الغبار حتى كاد أن ينفرد بمعرفة هذين الفنين بدمشق، وكان دينًا ورعًا صالحًا متواضعًا ومناقبه جمة وكان بيني وبينه [٦٩ - ب] محبة في الله تعالى، انتهى. قلت: ودرس صاحب الترجمة بعد وفاة مشايخه في الجامع الأموي


(٦) المرادية مكانان الأول في باب البريد جامع فيه مدرستان بناه مراد بن علي البخاري النقشبندي سنة ١١٠٨ هـ وقد درس الآن. والمكان الثاني في سوق ساروجة حارة الورد جامع يضم تكية ومدرسة بناه أيضًا مراد بن علي سنة ١١٠٨ ولا يزال باقيًا [ثمار المقاصد ٢٥١].
(٧) بياض في الأصل بمقدار كلمة واحدة.

<<  <   >  >>