حظي تراه أبدًا في غفلةٍ … لا يوقظهْ ضجيجُ يوم الحشر
فقال السفاريني:
فهذه عادته كما ترى … يغضُّ طرفًا عن حرار البشَر
فقال المترجم:
أأظمأ في دار تفيضُ بحورها … وتشرفُ فيها بالجمالِ المسالكُ
وأنشد أيضًا مساجلًا السفاريني:
أحبتنا لئن زالت عهودٌ … لكم فعهودنا أبدًا تدومُ
وإن طالَ الفراق بنا تركنا … قلوبًا في دياركم تحومُ
فقال الشمس السفاريني:
عسى ولعلّما فرجٌ قريبٌ … تزولُ به المصائبُ والهمومُ
فعادتُهُ إذا ما ضاقَ أمرٌ … أتى فرجٌ به تَبرى الكلومُ
وابتنى صاحب الترجمة قاعة في داره، فكتب له الأديب سعيد بن محمد الشهير بابن السمان قوله:
لله قاعة أنسٍ طابَ موردُها … للوافدين وللألافُ معهدها
حوتْ بدائعَ وشيٍ لا يماثلُها … زهرُ الرياض وزهر الأفق تحسدها
فالسعد في ربعها ألقى مقالده … وداعياتُ المنى فيها ترددها
قد شادها أحمد الوصف الجميل ومن … به عيون الأماني قرَّ سؤددُها
سليل قوم بها الأيامُ قد فخرتْ … وافترَّ عن مبسمِ الإسعاد مقصدُها
لا زالَ من حادثات الدّهر في دعةٍ … من حلها ودواعي الثمن تقصدُها
ما صاحَ في ربعها الأسنى مؤرخها … يا قاعةً في مراقي المجد أحمدُها
وذلك سنة ستين ومائة وألف وكان صاحب الترجمة طويل القامة جسيم