الهيتمي، وقرأ على غيري في النحو وفي فقه مذهبه ثم استجازني فأجزته وكتبت له نظمًا صورته:
حمدًا لربي المنعم المتفضّلِ … الواسعِ البرِ الكريمِ المجزل
سبحانه رب رؤوفَ واهبُ … وعليه في كل الأمور توكلي
شرعَ الشرائعَ للورى وهداهمُ … للدين حتى انزاح كلُّ مضللِ
ثم الصلاة مع السّلام مؤبّدا … طولَ الزّمان على النبي المرسلِ
السيّدِ السندِ الغياث المصطفى … العاقبِ المدّثّرِ المزّمّلِ
صلى الإلهُ عليه ما ريحُ الصَّبا … نفحت بريّا عنبرٍ وقرنفلِ
والآلِ والأصحابِ أنجمِ ديننا … لما دجى ليلُ الضلال الأليلِ
وأقول أمَا بعد فالعلم الذي … هو أفضلُ الطاعاتِ للمتبتلِ
أعني به الشرعيّ معْ آلاتِهِ … عذبتْ مواردُهُ بطيبِ المنهلِ
فلذاك قد رغبتْ أولو التوفيق في … إحرازه بعزائِم لم تحللِ
منهم همامٌ لوذْعيٌّ فاضلٌ … نجل الكرامِ الشيخ طه الحنبلي
قد كان جاءَ إلى دمشقَ مُهاجرًا … في روضها يجني العلومَ ويجتلي
وأقامَ فيها بُرهةً يقرا بها … غرر الفنونِ بمهمةٍ وتطوُّلِ
بالجامع الأُمويْ لدى علمائها … لا زال معمورًا بذكرِ يعتلي
وقرا عليّ الأربعينَ درايةً … للعالم الحبر النواوي الأكمل
وأراد منّي أن أجيز له الذي … أرويه في العلمِ الشريفِ الأفضلِ
فنعمْ أجزت له رواية كلّ ما … أرويه عن غُرّ كرامٍ كُمّلِ
وشيوخنا في العلم أفرأدٌ لهم … رتبٌ سمت هامَ السِّماكِ الأعزلِ
من كلّ حبرٍ ضاع عَرفُ علومه … وغدا يفوقُ ثناه طيب المندلِ
فسقى الإلهُ ضرائحًا ضمتهمُ … صوبَ الحيا من قطرِ غيثٍ مسبلِ