للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأجازه، وأخذ التفسير والتصوف عن جدنا الأستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي قدس سره وحضر عليه (الفتوحات المكية) و (شرح الديوان الفارضي)، ولازمه نحو ثمان سنين وأجازه إجازة عامة بخطه، وأخذ عن المجد محمد بن عيسى الكناني الخلوتي فقرأ عليه بعض المقدمات في الأدب، وأخذ عنه الطريقة الخلوتية، ولقنه الذكر ولازمه نحو خمس عشرة سنة، وأجاز له، وأخذ أيضًا عن غير هؤلاء كالشمس محمد بن علي الكاملي وإلياس بن ابراهيم الكوراني والعماد إسماعيل بن محمد العجلوني الجراحي والمحب محمد بن محمود الحبال والشهاب أحمد بن علي المنيني والنور علي بن أحمد الكزبري، وأخذ الفرائض والحساب عن الشيخ مصطفى بن عبد الحق اللبدي، وحفظ القرآن العظيم على البرهان ابراهيم الدمشقي، ثم ارتحل إلى الروم ورجع منها إلى حلب الشهباء وذلك سنة أربع وأربعين ومائة وألف، فأخذ بهما عن جملة من أساطين العلماء كالشمس محمد بن أحمد عقيلة المكي وكان إذ ذاك بها فسمع منه المسلسل بالأولية، وأجازه إجازة عامة، وأخذ جملة من المنطق والأصلين عن الشيخ صالح البصري والشيخ محمد بن [] (٣٤) الزمار والشيخ قاسم البكرجي، وعليه قرأ العروض ومشايخه أكثر من ذلك كما بينه في ثبته. وعظم أمره وارتفع قدره واشتهر ذكره وغلا سعره وكان بحلب مستقيمًا ساكنًا فاضلًا؛ وكان له شعر لطيف جمعه في ديوان فائق محتوٍ على الرقائق فمنه ما قاله مقتبسًا:

اعبد الله وجاهد … فإذا فرغت فانصب

والزم التقوى خلوصا … وإلي ربك فارغب


(٣٤) فراغ في الأصل بمقدار كلمة.

<<  <   >  >>