للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أعلامها كالشيخ عبد الله بن إبراهيم بن سيف النجدي ثم المدني والعلامة الشيخ محمد حياة السندي المدني.

وزار الشام ودخل البصرة فلازم فيها العالم الشيخ محمد المجموعي البصري وجعل يدعو الناس هناك إلى عقيدة التوحيد ونبذ الشرك فأوذي وأخرج في هاجرة يوم صائف وكاد يهلك عطشًا فعاد إلى نجد وسكن حريملاء وكان أبوه قاضيها بعد العينية وعكف على دراسة القرآن الكريم والسنة وعلى مؤلفات ابن تيمية وابن القيم مع القراءة على والده ثم انتقل إلي العينية ناهجًا منهج السلف الصالح داعيًا إلى التوحيد الخالص ونبذ البدع وتحطيم ما علق بالإسلام من أوهام فناصره أميرها عثمان بن محمد بن معمر ثم خذله فقصد الدرعية بنجد سنة ١١٥٧ فتلقاه أميرها محمد بن سعود بالإكرام وقبل دعوته وآزره كما آزره من بعده ابنه عبد العزيز ثم سعود بن عبد العزيز وقاتلوا من خالفه واتسع نطاق ملكهم فاستولوا على شرق الجزيرة كله ثم كان لهم جانب عظيم من اليمن وملكوا مكة والمدينة وقبائل الحجاز وقاربوا الشام ببلوغهم (المزيريب). وكانت دعوته التي جهر بها سنة ١١٤٣ هـ الشعلة الأولى لليقظة الحديثة في العالم الإسلامي وتأثر بها رجال الإصلاح في الهند ومصر والعراق والشام وغيرها فظهر الآلولسي الكبير في بغداد وجمال الدين الأفغاني بأفغانستان ومحمد عبده بمصر وجمال الدين القاسمي بالشام وخير الدين التونسي بتونس وصديق حسن خان في بهوبال وأمير علي في كلكته وآخرين. وعرف من والاه في الجزيرة بأهل التوحيد (إخوان من أطاع الله) وسماهم خصومهم بالوهابيين (نسبة إليه) وشاعت هذه التسمية عند الأوربيين فدخلت معجماتهم الحديثة وأخطأ بعضهم فجعلها مذهبًا جديدًا في الإسلام تبعًا لما افتراه خصومه ولا سيما من كانوا يتلقبون بالخلفاء من الترك العثمانيين.

<<  <   >  >>