للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اختلف الناس في سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-[٦ آ] رجع إليه. وقال أيضًا: أخرج أبي المسند من سبعمائة ألف حديثا. قال أبو موسى المديني: ولم يُخرّج إلا عمن ثبت عنده صدقه وديانته دون من طعن في أمانته، ثم ذكر بإسناده إلى عبد الله ابن الإمام أحمد رحمة الله عليهما قال: سألت أبي عن عبد العزيز بن أبان، فقال: لم أُخَرّج عنه في المسند شيئًا، لمّا حدث بحديث المواقيت تركته. قال أبو موسى: فأما عدد أحاديث المسند فلم أزل أسمع من أفواه الناس أنها أربعون ألفًا إلى أن قرأت على أبي منصور بن زريق ببغداد قال: أنبأنا أبو بكر الخطيب (٣٣) قال: وقال ابن المنادي: لم يكن في الدنيا أروى عن أبيه منه يعني عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل لأنه سمع المسند وهو ثلاثون ألفًا والتفسير وهو مائة ألف وعشرون ألفًا، سمع منها ثلاثين (٣٤) ألفًا والباقي وِجادة (٣٥)، فلا أدري هذا الذي ذكر ابن المنادي أراد به ما لا يكرر فيه، أو أراد غيره مع المكرر، فيصح القولان جميعًا والاعتماد على قول ابن المنادي دون غيره قال: ولو وجدنا فراغًا لعددناه إن شاء الله، فأما عدد الصحابة رضي الله عنهم فيه فنحو من سبعمائة رجل.

وذكر الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي (٣٦) بسنده إلى سفيان بن وكيع أنه قال: أحمد عندنا محنة، من عاب أحمد عندنا فهو فاسق، وقال الخطيب


(٣٣) تاريخ بغداد ٩/ ٣٧٥.
(٣٤) في تاريخ بغداد: ثمانين.
(٣٥) الوجادة: هي إحدى طرق التلقي وذلك بأن يقف الراوي على كتاب شخص فيه أحاديث يرويها بخطه ولم يلقه أو لقيه ولكن لم يسمع منه ذلك الذي وجده بخطه ولا له منه إجازة ولا نحوها فله أن يقول: وجدت بخط فلان أو قرأت بخط فلان … [علوم الحديث لابن الصلاح ١٥٧، ١٥٨].
(٣٦) تاريخ بغداد ٤/ ٤٢٠.

<<  <   >  >>