للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكتب إلى إسحق بن إبراهيم بأن يحضر الفقهاء ومشايخ الحديث ويخبرهم بما أجاب به هؤلاء السبعة، ففعل ذلك فأجابه طائفة وامتنع آخرون، فكان يحيى بن معين وغيره يقولون: أجبنا خوفًا من السيف.

ثم كتب المأمون كتابًا آخر من جنس الأول إلى إسحق وأمره بإحضار من امتنع فأحضر جماعة منهم: أحمد بن حنبل وبشر بن الوليد الكندي، وأبو حسان الزيادي، وعلي بن أبي مقاتل، والفضل بن غانم، وعبيد الله بن عمر القواريري، وعلي بن الجعد [٧ ب] وسجاده، والذبال بن الهيثم، وقتيبة بن سعيد، وكان حينئذ ببغداد، وسعدويه الواسطي، وإسحق بن أبي إسرائيل وابن الهر، وابن علية الأكبر، ومحمد بن نوح العجلي، ويحيى بن عبد الرحمن العمري، وأبو نصر التمار، وأبو معتمر القطيعي، ومحمد بن حاتم بن ميمون وغيرهم، وعرض عليهم كتاب المأمون فعرّضوا ووروا ولم يجيبوا ولم ينكروا فقال بشر بن الوليد: ما تقول؟ قال: قد عَرَّفت أمير المؤمنين غير مرة، قال: وإن تعد تجدد من أمير المؤمنين كتاب: قال: أقول: كلام الله. قال: لم أسألك عن هذا، مخلوق هو؟ قال: ما أحسن غير ما قلتُ لك، وقد استعهدت أمير المؤمنين أن لا أتكلم فيه. ثم قال لعلي بن مقاتل: ما تقول؟: قال: القرآن كلام الله، وإنما أمرنا أمير المؤمنين بشيء سمعنا وأطعنا. وأجاب أبو حسان الزيادي بنحو من ذلك. ثم قال لأحمد بن حنبل: ما تقول؟ قال: كلام الله. قال: أمخلوق هو؟ قال: هو كلام الله، لا أزيد على هذا. ثم امتحن الباقين وكتب بجواباتهم. وقال ابن البكاء الأكبر: أقول القرآن مجعول ومحدث لورود النص بذلك، فقال له إسحق بن إبراهيم: والمجعول مخلوق؟ قال: نعم، قال: فالقرآن مخلوق قال: لا أقول: مخلوق. ثم وجه بجواباتهم إلى المأمون، فورد عليه كتاب المأمون: بلغنا ما أجاب به متصنعة أهل القبلة

<<  <   >  >>