للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحنابلة بدمشق الشيخ الإمام العلامة، البحر النحرير الجهبذ الفهامة، الفقيه الهمام، والسميدع المقدام، شيخ الإسلام، أوحد العلماء الفِخام، ولد بدمشق سنة ثمان وأربعين وثمانمائة. ورأيت بخطه في مجموع مشتمل على إجازات بني مفلح ماصورته: مولد كاتبه، عمر بن إبراهيم بن مفلح، كما وجدته مسطرًا بخط والدي رحمه الله تعالى، على ظهر كتاب كتبه بخطه، وقرأه على شيخه الصفدي قاضي القضاة، وأجازه به فيه: ليلة الأحد قبيل الأذان لتسع وعشرين خلت من شوال سنة أربعين وثمانمائة، وقال لي والدي رحمه الله تعالى من لفظه: إن مولدي في شهور سنة ثمان وأربعين، والظاهر أنّ الأخير هو الصحيح فإنّي صليت بالقرآن العظيم في سنة ثمان وخمسين وكان عمري نحو عشر سنين والله أعلم ويُحمل الأول على مولود له قبلي سماه عمر تغمده الله بالرحمة. انتهى.

وكان من أعيان دمشق وأصلائها، وأخذ الفقه وغيره عن والده وغيره (٩٦)، ولما توفي والده في أواخر سنة أربع وثمانين وثمانمائة، ولي مكانه قاضيًا بدمشق الشام، واستمر في القضاء إلى أن عزل في دولة الملك [٢٢ - أ] الظاهر قانصُوه في شوال سنة أربع وتسعمائة، واستقر عوضه القاضي بهاء الدين محمد بن محمد ابن قدامة، ولم يُقدَّر توجهه إلى دمشق، ثم أعيد صاحب الترجمة إلى ولاية القضاء بعد مدة يسيرة، واستمر إلى أن عزل بالقاضي بهاء الدين المشار إليه في


(٩٦) في متعة الأذهان: (قال الجمال بن المبرد واشتغل قليلًا وسمع على ابني عبادة وابن السحّام وناب لوالده … ثم ولي القضاء بعد والده … وأجاز له خلق منهم صالح بن عمر البلقيني ويحيى بن محمد الأقصرائي وأحمد بن محمد الشُمُنّي وأحمد بن محمد بن زيد ويوسف بن عبد الرحمن ناظر الصاحبة وأسعد بن علي بن منجا وست القضاة ابنة أبي بكر بن زريق ودرّس بمدرسة أبي عمر وبالجامع الأموي وبعد صيته وتمهّر في صناعة القضاء قال الشمس بن طولون ورأيت له سماعًا على الشهاب بن زيد وقراءة على والده والزين .... وإجازة من أبي العباس بن عبد الهادي وهي أعلى ما توجد له ودونها من البرهان الباعوني وابن الشيخ خليل والفخر عثمان البليلي).

<<  <   >  >>