للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وصيغة الاسم في الظهور (الأظهر)، وفي القول (المقول)، ولما قرر هذا وبقيت مسائل اختلف الشيوخ في التشهير فيها، وبعضها لم يطلع فيه على أرجحية منصوصة.

قال: (وحيث قلت: "خلافٌ"، فذلك للاختلاف في التشهير، وحيث ذكرت "قولين" أو "أقوالًا"، فذلك لعدم اطلاعي في الفرع على أرجحيةٍ منصوصةٍ).

لأنَّ الشيوخ إن اتفقوا على تشهير شيء (١) أو اختلفوا، وكان المشهِّر (٢) الواحد أعلم وأكثر تحقيقًا من الآخر اقتصر عليه ليعتمد عليه المفتي؛ لكن يشير إلى الخلاف بالمبالغة، وإن تساوى المشهِّران (٣) في الرتبة ذكر الخلاف.

فابن رشد تشهيرُه مقدم على تشهير ابن بزيزة (٤)، وأمَّا ابن رشد والمازري وعبد الوهاب (٥) فمتساوون (٦) في الرتبة - رحمهم الله تعالى أجمعين ونفعنا بهم بفضله المزيد - وقس على ذلك.

وإن لم يُشَهّر شيء، ولم يُرَجّح، ولم يستحسن، ولم يصوّب، وحصل التساوي ذكر قولين أو أقوالًا على حسب المسائل الواقعة في هذا الكتاب، ويصير للمفتي - إن شاء


(١) قوله: (شيء) ساقط من (ن).
(٢) في (ن): (المشهور).
(٣) في (ن): (المشهوران).
(٤) هو: أبو محمد، عبد العزيز بن إبراهيم القرشي، التميمي، التونسي، المعروف بابن بزيزة، المتوفى سنة ٦٦٢ هـ، أو ٦٦٣ هـ، تفقه بأبي عبد الله الرعيني، وأبي محمد البرجيني، والقاضي أبي القاسم ابن البراء، وغيرهم، له تآليف منها: "الإسعاد في شرح الإرشاد"، و"شرح الأحكام الصغرى" لعبد الحق الإشبيلي، وتفسير القرآن، و"شرح التلقين"، و"شرح الأسماء الحسنى"، و"شرح العقيدة البرهانية". انظر ترجمته في: نيل الابتهاج، للتنبكتي، ص: ٢٦٨، وشجرة النور، لمخلوف: ١/ ١٩٥، والفكر السامي: ٤/ ٢٣٢، والحلل السندسية: ١/ ٦٤٥.
(٥) هو: أبو محمد، عبد الوهاب بن علي بن نصر بن أحمد بن الحسين البغدادي، القاضي، المتوفى سنة ٤٢٢ هـ، سمع أبا عبد الله بن العسكري، وأبا حفص بن شاهين، وحدث بشيء يسير، كتب عنه الخطيب البغدادي وقال: كان ثقة ولم نلق من المالكيين أحدًا أفقه منه وكان حسن النظر جيد العبارة وتولى القضاء ببادرايا وباكسايا وخرج في آخر عمره إلى مصر فمات بها. اهـ. انظر ترجمته في: ترتيب المدارك، لعياض: ٧/ ٢٢٧، والديباج، لابن فرحون: ٢/ ٢٦، وطبقات الفقهاء، للشيرازي، ص: ١٧٠، وتاريخ بغداد، للخطيب: ١١/ ٣١، وسير أعلام النبلاء، للذهبي: ١٧/ ٤٢٩.
(٦) في (ن): (فتساووا).

<<  <  ج: ص:  >  >>