للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومنها قوله تعالى: {وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون}.

أخبر اللهُ سبحانه أنّه يُضِلّ مَن بيَّن له، فلم يَتقِ. وذلك هو هداه لهم -أعني البيانَ- وهو الهُدى المجرَّد.

فأمّا قوله: {وإِذا ما أنزلت سورة نظر بعضهم إلى بعض هل يراكم من أحد ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم}؛ فيُحتمل أنّه دعاءٌ عليهم بصرفِ قلوبهم عن الاهتداء، وما في قلوب المؤمنين مِن الانشراح للآيات. ويحتمَل أنّه إِخبارٌ من الله سبحانه أنّه صَرَفَ قلوبهم ومَنَعَها عن تَلقِّي الحقِّ. وعلى التقديرين، فهي حجّةٌ؛ لأنّ دعاء الله واقعٌ، وخبره صادقٌ.

[سورة يونس عليه السلام]

قوله سبحانه: {وكذلك زين للمسرفين ما كانوا يعملون}. وسبق نظيرها في الأنعام.

ومنها قوله تعالى: {والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم}. فأخبر أنّ دعاءه عامُّ للناس، وهدايته خاصّةٌ بمن يشاء. وقد سبق أنّ مطابَقة مقدورِه لمعلومِه واجبٌ.

ومنها قوله تعالى: {كذلك حقت كلمت ربك على الذين فسقوا أنهم لا يؤمنون}. وهذا يؤكِّد ما ذكرناه، مِن وجوبِ مطابَقة مقدورِه معلومَه. لأنّ كلمت لمّا حَقَّت بعدم إِيمانهم، وَجَب أن يحُول بينهم وبين الإِيمان، لئلا يؤمنوا؛ فيُخالِف الخبرَ الخبرُ، والعلمَ متعَلَّقُه.

ومنها قوله سبحانه: {قل هل من شركائكم من يهدى إلى الحق قل الله يهدى للحق أفمن يهدى إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدى إلى أن يهدى}. أي لا يُرشِد إِلاّ أن يُرشِده اللهُ

<<  <   >  >>