للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والعصيان}. وكذلك فَعَلَ عكسَ هذا الكفّار: زَيَّنَ في قلوبهم الكفرَ، وكَرَّهَ إِليهم الإِيمانَ.

ولم أجد في سورة ق شيئًا من الباب. وكذلك إِلى سورة النجم.

[سورة النجم]

فمنها قوله تعالى: {وأنه هو أضحك وأبكى وأنه هو أمات وأحيا وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى}. وذلك ظاهرٌ في أنه خلَق الضحكَ والبكاء، كما خلق الإِماتةَ والإِحياء، والزوجين الذكر والأنثى.

[سورة القمر]

فمنها قوله تعالى: {إنا مرسلوا الناقة فتنة لهم}. يَحتَمِل نصبُها أن تكون حالًا مقدَّرةً متوقعةً، أي أنّ الفتنة كامنةٌ فيها حال إِرسالها؛ ثمّ ظهرَت بعد ذلك.

ويُحتمَل أنّه معفولٌ له؛ أي "أرسلناها لفتنهم"، أو"لنفتنهم بها". فعلى هذا، هي من حجج البا، كما سبق في قوله: {فتنا بعضهم ببعض}، {ليجعل ما يُلقى الشيطان فتنة للذيم في قلوبهم مرض}، {لنفتنهم فيه ورزق خير وأبقى}. وهو إِضلالٌ تَسببِى؛ وقبحُه لازمٌ. وعندنا يعقبه الإِضلالُ الخَلقيُّ.

ومنها قوله تعالى: {إنا كل شيء خلقناه بقدر}. اتّفق القرّاءُ على نصبِ "كلّ" ها هنا؛ وإِن كان الرفعُ أبينَ؛ لأنّ الكلام عليه جملةٌ واحدةٌ، وعلى النصب جملتان والأوّل أخصّ. لكن، بتقدير الرفع، تكون "خَلَقناه" صفةً لشيءٍ تقديره "إِنّا كلّ شيء مخلوقٌ لنا بقدرٍ". فلا يدلّ على استيعاب الخلقِ للأشياء. وبتقدير النصب، يكون

<<  <   >  >>