للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم إلى سورة المطفّفين

فمنها قوله تعالى: {كلا بل ران على قلوبهم كا كانوا يكسبون}. وقد سبق نظيره ووجه الاستدلال به أوّل البقرة.

ثمّ إِلى سورة البروج

فمنها قوله تعالى: {فعال لما يريد}. ولها نظائر في القرآن، نحو: {إن الله يفعل ما يريد}، {يفعل ما يشاء}. والناس يَلهجون بالاحتجاج بها في هذا الباب. وهي حجّةٌ، إِلاّ أنها لا تُلزِم الخصمَ؛ لأنّه يُسَلِّم أنّ الله يفعل ما يريد؛ لكن عنده أنّ أفعال العباد غير مادةٍ له حتى يفعلها. وقد سبق الكلامُ معهم في أنّ الله مريدٌ لجميع الكائنات أم لا. وإِنما يكون حجّةً لو قال: "لا يكون إِلاّ ما يريد". والتحقيق في هذا أنّ الإِرادة لازمٌ للفعل؛ والفعل ملزومٌ للإشرادة. فمن يحتجّ على إِذبات القدر بقوله، {فعال لما يريد}، يكون محتجًّا بوجود اللازم، وهو إِرادة الله سبحانه. لكنّ وجود اللازم لا يَدلّ على وجود الملزوم، ولا عدمه. وإِنما وجه استدلال أهلِ السنّة بالآية هو أنّ قوتّها وسياقها يقتضي أنّ الله أثبت لنفسه التصرُّف الكامل الاستقلالّى في الوجود؛ بمعنى: لا متصرِّف غيره، ولا فاعل سواه فاعلم ذلك.

ثمّ لم أجد شيئًا من الباب إِلى سورة والشمس.

[سورة الشمس]

فمنها قوله تعالى: {فألهمها فجورها وتقواها}. أي جَبَلَها عليه وأَشرَبها إِياه. وقد

<<  <   >  >>