للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومنها قوله سبحانه: {وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا}. وهي ونظائرها في معنى الختم والطبع؛ وقد سبق أول البقرة.

ومنها قوله تعالى: {إن عبادى ليس لك عليهم سلطان}. ونظيرها في سورة الحجر ووجه دلالتها أنّه سبحانه جَعَلَ لنفسه عباد اختصّ بهم، وأَصفاهم إِليه، وعَصَمهم من الشيطان قبل خلقهم. وآخَرين غاوِين أبعَدَهم وأبغضهم؛ ولو تُرِكوا واختيارهم في أفعالهم، مع ظهور آيات الله وقَوارِع معجزاته، لهدوا أنفسهم. فما كانوا غاوين ضالّين إِلاّ بقضائه وقدره .. وقد سبقت هذه الطريقة.

ومنها قوله سبحانه: {ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا}. و "تثبيته" هو خلقُ الثباتِ فيه بواسطة خلقِ داعيه فيه. فمَن لا يُثبِّته اللهُ، يرتدّ عن دينه. وقد سبق أنّه لا فرق بين فِعلِ القبيح، وبين تركِ منعِه مِن القادر على ذلك. فإِذا جاز تركُ العصمةِ مِن الكفر، جاز خلقُ الكفرِ. والله أعلم.

ومنها قوله تعالى: {ومن يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد لهم أولياء من دونه}. وقد سبق لها نظائر.

[سورة الكهف]

فمنها قوله تعالى: {وزدناهم هدى وربطنا على قلوبهم}. أي ثّبتناهم على الهدى لئلاّ يضلّوا كما ضلّ قومُهم.

ومنها قوله: {من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا}. وهي كنظائرها من النصوص القواطع في الباب.

<<  <   >  >>