فمنها قوله تعالى:{ويعذب من يشاء ويرحم من يشاء}. جعل مناطَ العذابِ والرحمةِ مشيئتَه لا غير. نعم، جَعَل الطاعةَ والمعصيةَ سببًا تعلَّقت به مشيئةُ إِقامةٍ للعدل الظاهر، لنفورِ عقولِ الجهّال، كالقدريّة ونحوهم، مِن عدلِه الباطن. وهو ما أشرنا إِليه مِن تصرُّفِه الكونيّ.
ومنها قوله تعالى:{والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا}. فهدايته إِيّاهم إِلى سُبُلِه، وإِن كانت مُرتَّبةً على جهادهم فيه، لكنّ جهادهم فهي من جملة سُبُله. فوجب أن يكون هو الهادي لهم إِلى السبب والمسبَّب وعند الخصم، إِنّ العبد هَدَى نفسَه في الجهاد إِلى الله؛ فكافأه اللهُ على ذلك بأن هداه سُبُلَه. وإِذا ثبت ذلك في طُرُق الهدى، فطرق الضلال مِثله.
[سورة الروم]
فمنها قوله تعالى:{فمن يهدى من أضل الله}. وقد سبق نظيرُها في غير موضعٍ.
ومنها قوله تعالى:{كذلك يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون}. وقد سبق نظيرها.
[سورة لقمان]
فمنها قوله تعالى:{وما تدرى نفس ماذا تكسب غدًا}. نّبّه اللهُ سبحانه بذلك [على] الحجّة المشهورة في هذه المسألة. وهي: لو كان العبدُ خالقًا لأفعاله،