للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والتعذيبُ عليها كذلك؛ ولا فرق.

ومنها قوله تعالى: {ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد}. تقديره، والله أعلم، "ولكنّا لم نَشأ أن نَرفَعه بها؛ فأخلد {إلأى الأرض واتبع هواه}. فصار إِخلادُه واتّباعُه هواه مرتَّبًا على عدم مشيئة الله. فهو من باب الاكتفاء بالمسَّبب عن السبب لرفعِه. وكذلك كلّ سببٍ اعتَلَّ اللهُ به على خلقِه هو مقدورٌ له.

ومنها قوله تعالى: {من يهد الله فهو المهتدى ومن يضلل فأولئك هم الخاسرون ولقد ذرأنا لجهنم}، الآية.

ومنها قوله تعالى: {والذين كذبوا بآياتنا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون}. وقد سبق تفصيلُ هذا الاستدراج في قوله، {وما أرسلنا في قرية من نبى إلا أخذنا أهلها بلبأساء}، الآية. وهو إِضلالٌ بالتسُّبب.

ومنها قوله تعالى: {من يضلل الله فلا هادى له ويذرهم في طغيانهم يعمهون}.

[سورة الأنفال وبراءة]

ومنها قوله تعالى: {وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى}. نَفَى اللهُ سبحانه رَميَ نبيِّه عليه السلام بقوله، {ما رميت}، وأثبت بقوله: {إذا رميت}. فقال العلماء: "الرميُ لابدّ فيه من قبضٍ وإِرسالٍ، وهما مِن فِعلِ النبيّ عليه السلام؛ وتبليغٍ وإِصابةٍ، وهما مِن فِعلِ اللهِ سبحانه". فعلى هذا القياس، تكون الأفعالُ منسوبةٌ إِلى العبد بالكسب، وإلى الربّ بالخلقِ. أو يقال: "مبادئ الأفعالِ بعزمِ العبدِ وكسبِه؛ وغاياتها بخلقِ الله ومعونتِه. وفي صدرِ الآية: {فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم}؛ وهو قاطعٌ في الباب.

ومنها قوله سبحانه: {واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه}. يعني: بخلقِ

<<  <   >  >>