للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"كلّ" مفعولًا مقدَّمًا، و "خلقناه" مفسّرٌ للناصب، تقديره "إِنّا خلقنا كلَّ شيء بقدرٍ". فيُفيد استيعابَ الخلقِ وعمومَه لكلّ شيءٍ، وأنّ كلّ شيء فهو مخلوقٌ لله سبحانه بقدره وقدرته. والمعنى على هذا دون الأوّل؛ لما رَوَى مسلمٌ والترمذي من حديث أبي هريرة، قال: "جاء مشركو قريش إِلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يخاصِمون في القدَر؛ فنزلت هذه الآية: {يوم يسحبون في النار على وجودههم ذوقوا مس سقر إنا كل شيء خلقناه بقدر}.

وروى عبد الرزّاق، أنا داوود بن قيسٍ، قال: "سمعتُ محمّد بن كعبٍ القرظىّ يقول: "كنت أرأ هذه الآية، فلا أدرى من عُنِي بها، حتى سقَطتُ عليها {إن المجرمين في ضلال وسعر}، إِلى قوله، {كلمح بالبصر}. فإِذا هم المكذِّبون بالقدر".

ومنها قوله تعالى: {وكل شيء فعلوه في الزبر}. أي سبق العلمُ به. وقد بيّنّا وجوبَ مطابقِة العلمِ المعلومَ. ولا يمكن ذلك إِلاّ بخلق الأفعال.

ولم أجد شيئًا من حجج الباب إِلى سورة الحديد.

[سورة الحديد]

فمنها قوله تعالى: {ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها}، أي نخلقها والكفر والمعاصي أعظم المصائب.

[سورة المجادلة]

فمنها قوله تعالى: {أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه}. فمعنى "كَتَب": "خَلَق"، أو "أَثَبت في قلوبهم الإِيمانَ بالإِلهام". و"أَيَّدَهُم": "قوَاهم على

<<  <   >  >>