"اعتَرَف محمَدٌ بفضلِ آلهتنا، وذَكَرها بخير. فارتَدّ بعضُ مَن كان أسلم، وامتنع مَن كان عَزَم على الإِسلام منهم. فأخبر اللهُ سبحانه أنّه قَدر ذلك ليفتتنوا؛ فهذا إِضلالٌ مِن اللهِ لهم قطعًا.
ومنها قوله:{وإن الله لهاد الذين آمنوا إلى صراط مستقيم}. فخَصّ بهدايته الخاصّة المؤمنين. ثمّ قال:{ولا يزال الذين كفروا في مرية منه}؛ أخبر بدوام ضلالهم في المستقبل. ولا سبيل إِلى مطابَقة الخبر إِلاّ بإِضلالهم، بحُكم القضاء والقدر.
[سورة المؤمنون]
فمنها قوله تعالى:{قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا}، يعني التي كَتَبتَ علينا في سابقِ علمِك، {وكنا قوما ضالين}، بتقديرك علينا والاستدلال بها سبق غير موضعٍ.
[سورة النور]
فمنها قوله تعالى:{ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا ولكن الله يزكى من يشاء}. وهي معنى قوله:{يضل الله من يشاء ويهدى من يشاء}، وقوله:{ولوا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا}.
ومنها قوله تعالى:{ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور}. وهي كقوله:{من يُضلل الله فلا هاددى له}؛ لأنّ المراد "بالنور" هنا الإِيمان.
ومنها قوله تعالى:{والله يهدى من يشاء إِلى صراط مستقيم}. وسبق نظيرها ووالاستدلال به.