للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثانيًا: أنه يستلزم ألا تصح الإضافة في نحو قولهم: (نهاره صائم) و (ليلة قائم) لأن المراد بالنهار على رأيه هذا هو فلان نفسه؛ وكذلك المراد بالليل هو فلان نفسه؛ وإضافة الشيء إلى نفسه لا تجوز.

ثالثًا: أنه يستلزم أن لا يكون الأمر بالبناء في قوله تعالى: {يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا} لها مان؛ لأن المراد به حينئذ هو: العملة أنفسهم، وليس كذلك، لأن النداء له والخطاب معه.

رابعًا: أنه يستلزم أن يتوقف نحو قولهم: "أنيت الربيع البقل" و"شفى الطبيب المريض" و"سرتني رؤيتك" مما يكون الفاعل الحقيقي فيه هو الله تعالى على السماع من الشارع، لأن أسماء الله تعالى توقيفية، فلا يطلق عليه اسم لا حقيقة ولا مجازًا ما لم يرد به إذن الشارع، وليس كذلك لأن مثل هذا التركيب صحيح شائع ذائع في كلامهم، سواء سمع من الشارع أو لم يسمع.

خامسًا: أن كلام الكاكي ينتقض بنحو قولهم: (نهاره صائم وليلة قائم) وما أشبه ذلك مما يشتمل على ذكر الفاعل الحقيقي، وذلك لاشتماله على ذكر طرفي التشبيه، وهو مانع من حمل الكلام على الاستعارة.

ونحن - وإن كنا لا نوافق السكاكي ص ١٦٩ على نظمه المجاز العقلي في سلك الاستعارة بالكناية - لا نسلم بأنه خارج عن عقد البيان، ومنظوم في سلك المعاني وذلك لأننا عندما نتصفح دلائل الإعجاز نجد عبد القاهر الجرجاني - وإن كان قد جعله "فنًا" من المجاز اللغوي، لأن كلًا منهما عنده طريق للاتساع في الكلام، فالمجاز عنده إما أن يكون في نفس الكلمة، كالكناية والاستعارة والتمثيل على حد الاستعارة، والمجاز المرسل، وإما أن يكون في حكم يجري على

<<  <   >  >>