للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الخلاء: الخلوة، والأوصال المفاصل والبين: الفراق، وهون، خفف، ويقال لك في هذا الأمر نفسه، أي: مهلة، ومنه نفس أي: أطيل: ثوب الداعي: التثويب الدعاء بعد الدعاء فالشاعر يرثي أخاه، فيذكر أنه يلوم نفسه على تجلده قائلًا لها: ألم تعلمي أن لقاء أخي بعد ما ضم أوصاله القبر محال؟ ! لقد كان فراق ليلة واحدة عنه كالموت نفسه، فكيف يكون ميعاد لقائه الحشر؟ ولكنه يرجع ويقول: إن الذي هون من حزني عليه هو أنني سوف ألحق به. وإن طال بي العمر.

ثم استأنف الحديث عن أخيه فذكر أنه كان إذا استغاث به مستغيث أو دعاه داعي الحرب أمضى السيف في الأعداد حتى يؤدي حق الضرب، وتشقى به الإبل لنحره إياها للضيوف، وبنى حديثه عن أخيه. على حذف المبتدأ - كما رأيت -.

ومنه قول عقيل بن علفة بن الحرث (١):

لتفد المنايا حيث شاءت، فإنها ... محللة بعد الفتي ابن عقيل

فتى كان ملاه يحمل بنجوة ... فحل الموالي بعده بميل

طويل نجاد السيف وهم كأنما ... تصول إذا استنجدته بقبيل

لتفد، أي لتصب، ومحللة: أي: مطلقة والنجوة: المكان المرتفع من الأرض والمسيل موضع السيل ونجاد السيف: حمائله، والوهم، القوي والاستنجاد: طلب النجدة، والترة: الثأر، الخيار: الكرام.

يقول الشاعر: لم تبقى صعوبة للمنايا بعد الفتى ابن عقيل، فلتذهب إلى من شاءت.


(١) ... ديوان الحماسة جـ ١ ص ٤١٦.

<<  <   >  >>