للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم استأنف الحديث عنه بأنه لم يبق لأحد من أقاربه عز بعده، فتحولوا إلى الذل، وقد كان طويل القامة، قوي البأس، إذا طلبت منه النجدة قام مقام قبيلة لكمال شجاعته.

وقد بنى الاستئناف على حذف المبتدأ - كما رأيت -.

ومنه قول أبي البرج، القاسم بن حنبل المرى في زفر بن أبي هاشم بن مسعود بن سنان (١):

أرى الخلان بعد أبي خبيب ... وحجر، في جنأبهم جفاه

من البيض الوجوه بني سنان ... لو أنك تستضيء بهم أضاءوا

لهم شمس النهار إذا استقلت ... ونور ما يغيبه العماء

ثم حلوا من الشرف المعلي ... ومن حسب العشيرة حيث شاؤا

بناة مكارة وأساة كلهم ... دماؤهم من الكلب الشفاء

الجناب: ناحية القوم: البيض الوجوه: الكرام أهل الجمال والصيادة، استقلال الشمس: ركودها وقت الظهيرة، والعماء للسحاب، والشرف المعلي أراد الشرف الذي هو كالقدح المعلى لأنه أشرف الأقداح وأكثرها حظوظًا وأنصباء، الأسى: الطبيب، والكلم الجرح، والكلب داء يشبه الجنون يعتري الإنسان إذا عضه الكلب والعرب تقول: أن لا دواء أنجع في المصاب بالكلب عن شربه دم ملك.

يقول الشاعر أن أبا خبيب وحجرا من الكرام أهل الجمال والسيادة، وأن نورهم كنور الشمس وقت استوائها، ومع أن النور يحجبه السحاب


(١) ... ديوان الحماسة جـ ٢ ص ٢٨٧.

<<  <   >  >>