للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الثالث: ما اعتادوا فيه أن يقولوا - بعد أن يذكروا الرجل: - فتى من صفته كذا وكذا، وأغر من صفته كيت كيت.

وهذه الحال كسابقتها تقتضي من الشاعر ألا يعيد ذكر ما قد سبق ذكره؛ من الرجال أو من النساء، لأنه بصدد الحديث عنه، فكأنه مذكور، ويكون إعادة ذكره عبثًا يتبرأ منه الشاعر.

ومثاله ما ذكره عبد القاهر من قول أبي حزابة الوليد بن حنيفة التميمي:

ألا لا فتى بعد ابن ناشرة الفتى ... ولا عرف إلا قد تولى وأدبرا

فتى حنظلي ما تزال ركابه ... تجود بمعروف وتنكر منكرًا

ابن ناشرة هو: عبد الله، والحنظلي، نسبة إنى حنظلة بن مالك بن عمرو ابن تميم، والعرف: المعروف وإحسان الصنيعة، والركاب، الرواحل تحمل الطعام إلى الناس.

فالشاعر يرثى ابن ناشرة هذا؛ فيقول: إنه ليس هناك من يقوم مقامه بعد موته، والمعروف قد تولى بعده وأدبر، قم أراد أن يستأنف الحديث عنه بذكر صفاته التي من شأنه أن يتصف بها من أنه حنظلي ما فتئت رواحله تحمل المعروف وتستخدم في النهي عن المنكر.

فاستأنف ذكر صفاته بقوله: فتى حنظلي، أي. هو فتى، فحذف المسند إليه لدلالة القرائن عليه.

ومثله قول عبد الله بن الزبير (بفتح الزاي) الأسدي في عمرو بن عثمان ابن عفان رضي الله عنهما:

سأشكر عمرًا إن تراخت منبتي ... أيادي لم تمنن - وإن هي جلت

<<  <   >  >>