للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فتى غير محجوب الغنى عن صديقه ... ولا مظهر الشكوى إذا الفعل زلت

رأى خلتي من حيث يخفي مكانها ... فكانت قذى عينيه حتى تجلت

لم تمنن: أي لم تقطع بل هي مستمرة على عظمها، وزلت به الفعل، كناية عن سوء الحال.

أراد: هو فتى، فحذف المسند إليه لتقدم ذكره في البيت السابق؛ لأن ذكره يكون عبثًا لدلالة الكلام السابق عليه.

ومثله قول جميل بن عبد الله بن معمر العذرى:

وهل بثينة يا للناس قاضيتي ... ديني وفاعلة خيرًا فأجزيتها؟

ترنو بعيني مهاة أقصدت بهما ... قلبي عشية ترميمي وأرميها

هيفاء مقبلة عجزاء مدبرة ... ريا العظام بلين العيش غاذيها

ترنو: تنظر مع سكون الطرف، والمهاة: البقرة الوحشية؛ وتشبه بها للمرأة، وأقصد فلانًا: طعنه فقتله؛ يقال: أقصد السهم. إذ رمى فأصاب مكانه والهيفاء: الضامرة البطن الرقيقة الخصر والعجزاء: عظيمة العجز، وربا العظام: غضة ناعمة.

وجميل هنا يتمنى أن تصله بثينة، فتقضي بذلك دينًا عليها، فقد ترامت لحاظهما من قبل فأصابت لحاظها قلبه فقتلته.

ولما كان الحديث عن محبوبته التي أقصدت قلبه؛ فقد بدأ له أن يصف مفاتنها التي كانت بواعث شوقه والشاهد هنا قوله: هيفاء أي هي هيفاء، فحذف المسند إليه لدلالة القرينة عليه.

<<  <   >  >>