للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من كان يلومها فيه، وكشف أمرها للناس ثم تركها غرضاً لسهام قالتهم.

وقد ذكر الشاعر ضمير صاحبته - وهو المسند إليه - في كل بيت، لكي يسند إليهم هذه الأفعال في صورة واضحة ومؤكدة، وهي تقطيع قلبه، وتكليفه الإدلاج بالسرى، وإحفاظ قومه عليه.

كما أن صاحبته هي الأخرى قد ذكرت ضميره في أول الأبيات - لكي تسند إليه تلك الأفعال في صورة واضحة ومؤكدة، وهي أنه أخلف ما وعدها به، وأنه أشمت بها اللوام، وأنه كشف أمرها للناس ثم تركها غرضاً لألسنتهم.

ويبدو أن الشاعر لم يصبر على هجرها فأرسل إليها هذه الأبيات: (١)

وإذا عتبت علي بت كأنني ... بالليل مختلس الرقاد سليم

ولقد أردت الصبر عنك فعاقني ... علق بقلبي من هواك قديم

يبقى على حدث الزمان وريبه ... وعملي جفائك، إنه لكريم!

يقول: إنني غير محتمل لعتابك، فإذا عتبت علي بت مسلوب الرقاد ساهرا من القلق سهر اللديغ الذي ذهب الألم برقاده، ولقد أردت الصبر عنك فدفعني عن المراد ما علق بقلبي من هواك قديما، وإن هذا الهوى لكريم، لأنه يبقى مع جفائك، ويغير الحدثان فلا يزول! وكان عبد الله ابن الدمينة فتى صبوحاً أيداً، شغفت به أمامة حباً، وقال له:

أيا حسن العينين: أنت قتلتني ... ويا فارس الخيليين أنت شفائيا


(١))) ديوان الحماسة جـ ٢ ص ١٤٢

<<  <   >  >>