للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذا البيت يختلف عن أبيات العتاب السابقة، فالأبيات السابقة يشيع فيها جو اللوم والعتاب القاسي، وإبراز المعاناة في ضيق وإحباط شديدين، ولكن هذا البيت أشيع فيه جو الغزل الرقيق، وعاطفة الحب المشبوبة.

وقد حرصت أمامة على أن تذكر ضمير الشاعر في شطري البيت، لكي تضيف إليه هذين الفعلين في صورة واضحة ومؤكدة، وهما: أنه قتلها حبا بجمال عينيه، وأنه شفاء لها لفروسيته، فجمال عينيه قد شغفها حبا، فتعلقت به، وفروسيته هي الشفاء لهذا الحب، إذ بها يقهر الأعداء فتسعد بوصاله.

ويكثر هذا الأسلوب - وهو ذكر ما تسند إليه الأحداث - في العتاب.

وذلك ما تجده في حياتنا اليومية من قولك لصاحبك معاتبا أنت فعلت كذا وكذا، فإذا ما زاد انفعالك بأفعاله قلت: أنت الذي فعل كذا، وأنت الذي فعل كذا، وأنت الذي فعل كذا الخ (١).

كما أنه يكثر في الفخر وتعديد المآثر.

استمع إلى قول عمرو بن كلثوم (٢):

وقد علم القبائل من معد ... إذا قبب بأبطحها بنينا

بأنا العاصمون إذا أطعنا ... وأنا الغارمون إذا عصينا

وأنا المنعمون إذا قدرنا ... وأنه المهلكون إذا أتينا

وأنا الحاكمون بما أردنا ... وأنا النازلون بحيث شينا


(١))) خصائص التركيب ١٤١
(٢))) المعلقات العشر وأخبار شعرائها (المكتبة التجارية) ص ١٠٨

<<  <   >  >>