للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقد كرر الشاعر المسند إليه - وهو الغضا - في تلك التراكيب الثلاثة؛ لما يوحي به هذا الاسم من ذكريات عزيزة كانت له في هذا المكان أيام لهوه وشبابه.

وكذلك يكثر تكرير الأسماء إذا جاءت على سبيل المدح، أو على سبيل القدح: وذلك ليتسنى للشاعر أن يسند إليها ما شاء من صفات المدح إذا كان مادحا، أو صفات الذم إذا كان هاجيا.

فمن تكرير المسند إليه لإشاعة صفات المدح قول الخنساء، تعدد محاسن أخيها صخر:

وإن صخرا لمولانا وسيدنا ... وإن صخرا - إذا نشتو - لنحار

وإن صخرا لتأتم الهداة به ... كأنه على في رأسه نار

فقد كررت الشاعرة اسم (صخر) وو مسند إليه؛ لكي تشيع في كلامها معاني العظمة والشرف والمهابة، لأنها تعدد محاسنه ومآثره ومناقبه بعد موته.

يقول ابن رشيق: "وأولى ما تكرر فيه الكلام باب الرثاء؛ لمكان الفجيعة، ونشوة الفرحة التي يجدها المتفجع (١) ".

ومما تكرر فيه اسم الممدوح لإشاعة معناه - من غيرها باب المسند إليه - قوله أبي الأسد:

ولائمة لامتك يا فيض في الندى ... فقلت لها: هل يقدح اللوم في البحر؟

أرادت لتثني الفيض عن هادة الندى ... ومن ذا الذي يثني السحاب عن القطر؟ !


(١))) العمدة جـ ٢ صـ ٧٦

<<  <   >  >>