للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأصالته، لأنه إذا افتقر حبس فقره على نفسه، فلا يجعل أحدا يشعر بحاله ولكنه إذا اغتنى أشرك أصحابه في ماله.

والشاهد في الأبيات: أنه عبر عن المسند إليه في قوله: "أبو مالك" في أول الأبيات وآخرها بصيغة العلم قاصداً بهذا إحضار مدلوله بشخصه باسمه الخاص حتى لا يلتبس بغيره.

وقد يكون الغرض من التعريف بالعلمية: تعظيم المسند إليه أو إهانته أو تعظيم غيره أو إهانته، وذلك كما في الألقاب والكني التي تدل على معان محمودة أو مذمومة.

فإذا ما أردت تعظيم المسند إليه قلت: أقبل علينا عز الدين - مثلا - وأقبلت نور الهدى.

وكأن تقول: حضر أبو الفضل، وجاءت أم السعد.

وإذا ما أردت تحقيره قلت: رحل عنا أنف الناقة: وغادرنا صخر، وكأن تقول: جادلنا أبو جهل واستمعنا إلى أم الدواهي.

فقد أتيت بالمسند إليه - في الأمثلة السابقة، قاصداً تعظيمه في المثل الأولى، وقاصداً إهانته في المثل الثانية.

فإذا ما أردت تعظيم غير المسند إليه، قلت "أبو الفضل رفيقك" وإذا ما أردت إهانته قلت: "أبو لهب صديقك".

فالتعظيم والإهانة - في العبارتين - لغير المسند إليه - كما ترى.

وقد تقصد التفاؤل بالمسند إليه أو التطير منه - إذا كان في معناه قبل التسمية به - ما يتفاءل به، أو يتطير منه.

<<  <   >  >>