للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقول أبو الفتح ابن جنى: وهذا البيت، على أنه قصير الوزن، قد جمع فيه: كنية الممدوح وبلده، واسمه، ونعته، وسماه بملك الملوك شهنشاه، وهو من أحسن الجمع والمدح.

فالشاعر يقول: إنه رأى الملوك قاطبة، وسار في الأرض حتى وجد سيدها الذي بيده مناياهم أبا شجاع، عضد الدولة، فناخسروا، شهنشاها.

وهذه الأسماء التي أوردها، لم يذكرها أبو الطيب ليعرف بها الممدوح، فهو أشهر من أن يعرف به، ولكنه ذكر تلك الأسماء للتلذذ بذكرها.

وقد يكون الغرض من تعريف المسند إليه بالعلمية: أن يقصد التسجيل على السامع حتى لا يكون له سبيل إلى الإنكار: وذلك كأن يقول القاضي للشاهد: هل أقر علي بأن عليه لعمر وكذا؟ ، فيقول: نعم "أقر علي بكذا"، فيعرف المسند إليه بالعملية ليسجل عليه فلا يستطيع الإنكار.

وقد يكون الغرض من تعريف المسند إليه هو: أن تريد الكناية به عن معنى.

وذلك إذا كان المسند إليه كناية عن معنى يصلح له قبل جعله علماً.

وذلك كأن تقول: "مر بنا أبو لهب" كناية عن كونه جهنميا، وكأن تقول: "قابلني أبو جهل": كناية عن كونه غبيا.

وأما تعريف المسند إليه بإيراده اسم موصول، فإنه يكون لأغراض، منها:

ألا يكون المخاطب عنده علم بالأحوال المختصة به سوى الصلة، والصلة - كما يقرر النحاة - يجب أن تكون معروفة للمخاطب، لأنها وسيلة تعريف، فلابد من أن تكون معروفة له، وذلك كقولك: الذي كان معنا أمس رجل عالم، وذلك إذا لم يكن لمخاطبك عهد به قبل لقائه.

<<  <   >  >>