للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وذلك مثل قول عبدة بن الطبيب يعظ بنيه لما أسن ورابه بصره (١):

لا تأمنوا قوما يشب صبيهم ... بين القوابل بالعداوة ينشع

فضلت عداوتهم على أحلامهم ... وأبت ضباب صدورهم لا تنزع

قوم إذا دمس الظلام عليهم ... حدجوا قنافذ بالنميمة تمزع

أمثال زيد حين أفسد رهطه ... حتى تشتت أمرهم فتصدعوا

إن الذين ترونهم إخوانكم ... يشفي غليل صدورهم أن تصرعوا

القوابل: جمع قابلة، وهي التي تستقبل المولود، ينشع: من النشوع بفتح النون وهو الوجود بفتح الواو يوجر به الصبي أو المريض، وفضلت: زادت. ودمس: ألبس واشتدت ظلمته، حدجوا: وضعوا الحدج على البعير، والحدج بكسر فسكون: مركب من مراكب النساء: تمزع: تمر مراً سريعاً، وزيد: هو ابن مالك الأصغر بن حنظلة بن مالك الأكبر.

والشاعر يحذر بنيه من أن يأمنوا قوماً تربوا على العداوة وتأصلت في طبائعهم، وزادت على عقولهم، وأبت أن تنزع من صدورهم، ولهذا فإنهم يسيرون بالنميمة والاحتيال في الشر كما تسهر القنافذ، ومنهم زيد بن مالك الذي أفسد قومه بالسعي بينهم بالنميمة حتى تشتت شملهم، فإن أمرهم بين القبائل، وضعفت شوكتهم بين الناس.


(١))) المفضليات للضبي صـ ١٤٧

<<  <   >  >>