للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفقه قد صنف فيه، وإن الذي لا يحسن قرض الشعر قد أنشأ قصيدة.

وقد يجعل الإيماء إلى نوع الخبر ذريعة إلى تعظيم غير الخبر، وذلك كما في قول الله تعالى: "الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْباً كَانُوا هُمُ الخَاسِرِينَ" فالصلة، وهي تكذيبهم شعيباً، قد أومأت إلى نوع الخبر، وهو الخسران، ولكنه لم يقصد إلى هذا، وإنما قصد من وراء هذا الإيماء إلى تعظيم شعيب - عليه السلام:

وقد يجعل ذريعة إلى تحقيره، كما في قولك: إن الذي يتبع الشيطان خاسر.

فالصلة - وهي إتباع الشيطان - قد أومأت إلى نوع الخبر، وهو الخسران، ولكنك لم تقصد إلى هذا، وإنما قصدت تحقير الشيطان نفسه.

وقد يجعل الإيماء إلى نوع الخبر ذريعة إلى تحقيقه - كما يرى السكاكي -، وذلك كما في قول عبدة بن الطبيب - وقد يئس من صاحبته خولة بعد مهاجرتها وحلولها بالكوفة مجاورة أهل المدائن (١) -:

هل حبل خولة بعد الهجر موصول؟ ... أم أنت عنها بعيد الدار مشغول؟

حلت خويلة في دار، مجاورة ... أهل المدائن فيها الديك والفيل


(١))) الأصمعيات صـ ١٣٥

<<  <   >  >>