للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يسوسون أحلاماً بعيداً أناتها ... وإن غضبوا جاء الحفيظة والجد

أقلوا عليهم - لا أبا لأبيكم - ... من اللؤم أو سدوا المكان الذي سدوا

أولئك قوم إن بنوا حسنوا البنى ... وإن عاهدوا أوفوا وإن عقدوا شدوا

وإن كانت النعماء فيهم جزوا بها ... وإن أنعموا لا كدروها ولا كدوا

وإن قال مولاهم على جل حادث ... من الدهر ردوا فضل أحلامكم ردوا

وإن غاب عن لأي بغيض كفتهم ... نواشئ لم تطرر شواربهم بعد

نكبتها: أي نحبتها؛ والمعاشر: قوم الزبرقام بن بدر والمولى: ابن العم أو الجار أو الحليف على جل حادث: أي عند الخطب العظيم، لأي: عشيرة بغيض بن عامر. نواشئ: فتيان القبيلة؛ لم تطرر شواربهم لم تظهر.

يقول الشاعر: إن المدحة التي نحيتها عن قوم غضبوا علي؛ لأنني صددت عنهم كما صدوا عني، قد جاءت آل شماس بن لأي فجاءهم بها ذكر المكارم وظهور المفاخر؛ وهم لذلك أهل، فالشقي من يعادونه والسعيد من يصادقونه لأنهم إذا رضوا تعاملوا مع الناس بعقول ذات أناة وتؤدة، وإذا غضبوا كانوا أهل حفيظة وعجلة؛ فلا تلوموهم - لا أبالكم - وإلا فسدوا مكانهم إن استطعتم، فهؤلاء قوم يحسنون عمل المكارم، فإن بنوا مكرمة أحسنوا بناءها، وإن عقدوا العزيمة أوثقوها، وإن صمموا على الحرب شدوا على الأعداء، وإن أنعم عليهم أثابوا على النعمة، وإن أنعموا على غيرهم لم يكدروا النعمة بالمن ولم يكدروا من

<<  <   >  >>