للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أعطوه بطلب الجزاء، وإن استغاث بهم المولى في شأن أضر به، وايتشارهم فيه، أمدوه بالرأي السديد، والقول الرشيد، وإن غاب بغيض عن قبيلته سد مسده فتيان مرد لم تظهر لهم شوارب.

والشاهد في الأبيات قوله: "أولئك قوم إن بنوا أحسنوا البنى" حيث عرف المسند إليه، وهو: "آل شماس بن لأي، قوم بغيض بن عامر" ليسند إليهم الخبر الموصوف بتلك الصفات التي ذكرها قويا متمكنا.

واستمع إلى قول بعض الشعراء يمدح حاتما الطائي:

وإذا تأمل شخص ضيف مقبل ... متسربل سربال ليل أغبر

أومأ إلى الكوماء: هذا طارق ... نحرتني الأعداء إن لم تنحري

تأمل: نظر الشيء مستبيناً له متسربل سربال ليل: غطته ظلمات الليل، أومأ: أشار، الكوماء: الناقة العظيمة السنام.

يقول الشاعر: إن حاتما إذا رأى في ظلمات الليل ضيفاً، أشار إلى الناقة العظيمة السنام قائلا لها: هذا القادم إلينا ضيف طارق، لا كنت إن لم تكوني له طعاما! .

فقد عبر عن المسند إليه باسم الإشارة ليميزه أكمل تمييز، لكي يسند إليه الخبر متمكنا قويا، وهو أنه ضيف طارق وجب قراه.

وتأمل أنت قوله: "متسربل سربال ليل أغبر" تجده يتحدث عن طروق الضيف ليلا، لأن الضيف - كما قالوا - أكثر طروقاً بالليل،

<<  <   >  >>