للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بنو مطر يوم اللقاء كأنهم ... أسود لها في غيل خفان أشبل

هم يمنعون الجار حتى كأنما ... لجارهم بين السماكين منزل

بهاليل في الإسلام سادوا ولم يكن ... كأولهم - في الجاهلية - أول

هم القوم: إن قالوا أصابوا وإن دعوا ... أجابوا، وأن أعطوا أطابوا وأجزلوا

ولا يستطيع الفاعلون فعالهم ... وإن أحسنوا - في الغائبات - وأجملوا

(بنو مطر) هم قوم معن بن زائدة. والغيل: الشجر الكثير الملتف. وخفان: مأسدة قرب الكوفة. الأشبل: أولاد الأسود. بها ليل: كرام. السماكان: نجمان نيران في السماء.

فالشاعر يصف قوم معن بأنهم شجعان، كأنهم أسود نجبت أشبالاً، وأن جارهم عزيز المكانة، حتى كأنهم يسكنونه السماء، وأنهم كرام، سادوا في الجاهلية، وأنهم القوم حقاً، بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى، لأنهم إن قالوا أصابوا كبد الحقيقة، وإن دعوا أجابوا دعوة الداعي، وإن أعطوا أحسنوا العطاء وأجزلوه، وأنهم فاقوا كرام الناس في فعالهم، فلا يستطيع أحد مجاراتهم.

والشاهد في الأبيات قوله: (بنو مطر) حيث عرف المسند إليه بالإضافة لأنها أغنت الشاعر عن تعداد قوم معن واحداً واحداً حتى يصفهم بما ذكره من الصفات، لأن ذلك أمر يتعذر عليه.

<<  <   >  >>