للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فكأن الشاعر بعد أن وصفهم بما وصف من شجاعة، وكرم، وإباء، وطيب أصل، أراد أن يبين معدن هذه الصفات ومنبتها، وأنها جاءت من أصلهم الكريم، لأنهم أولاد جفنة.

ومن هنا تدرك سر تعريفهم بالإضافة، فقد اكتسبوا التعظيم من إضافتهم إلى (جفنة) وهذا السر يأتي بعد أن تكون قد عرفت أن الشاعر قد تعذر عليه تعدادهم لوصفهم بتلك الصفات.

ومن تعريف المسند إليه بالإضافة لإغنائها عن تفصيل متعذر قول عبد الله بن جذل في يوم برزه (١):

قتلنا مالكا فبكوا عليه ... وهل يغني من الجزع البكاء؟ !

وكرزا قد تركناه صريعاً ... تسيل على ترائبه الدماء

فإن تخرج لذاك بنو سليم ... فقد - وأبيهم - غلب العزاء

فقد عرف الشاعر المسند إليه هو (بنو سليم) بالإضافة، لأنها أغنته عن تفصيل متعذر.

ومثله قول ضرار بن الخطاب الفهري - في يوم عكاظ (٢):

وجاءت سليم تهز القنا ... على كل سلهبة ضامر ...

وجئنا إليهم على المضمرات ... بأرعن ذي لجب زاخر ...

فلما التقينا أذقناهم ... طعانا بسمر القنا العائر ...

فقرت سليم ولم يصبروا ... وطارت شعاعاً بنو عامر

السلهبة: الفرس الجسيمة. الأرعن: الجيش. اللجب: الصياح. السهم العائر: الذي لا يدري من أين يأتي. شعاعاً: متفرقين.


(١) أيام العرب، ص ٣٢٠.
(٢) أيام العرب ص ٣٢٦.

<<  <   >  >>