للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(و) في الوعد والضمان: كقولك: (أنا أعطيك، أنا أكفيك، أنا أقوم بهذا الأمر)، وذلك لأن من شأن من تعده وتضمن له أن يعترضه الشك في تمام الوعد والوفاء به، فهو أحوج إلى التأكيد.

(ي) في المدح كقولك: (أنت تعطي الجزيل) (أنت تقرى في المحل) (أنت تجود حين لا يجود أحد).

(ز) في الفخر، كما في قوله طرفة بن العبد:

نحن في المشتاة ندعو الجفلى ... لا ترى الأدب منها ينتقر

والجفلى، الدعوة العامة إلى الطعام، والنقرى: الدعوة الخاصة إليه، والآداب: الداعي إلى الطفام من أدب يأدب مأدبة، والمشتاة: مكان الشتاء وزمانه، أي الذين يأدبون المآدب منالا لا ينتقون الضيوف، وإنما عون إليها دعوة عامة.

كما يشهد لعبد القاهر - أيضاً - أنه إذا كان إذا كان النعل مما لا يشك فيه ولا ينكر بحال، فإنه لا يكاد يجيء على هذا الوجه، ولكن يؤتى به غير مبني على اسم، فإذا أخبرت بالخروج - مثلاً - عن رجل من عادته أن يخرج في كل غداة، قلت: (قد خرج) ولم تحتج إلى أن تقول: (هو قد خرج) وذلك لأنه ليس مما يشك فيه السامع فتحتاج إلى أن تحققه، وإلى أن تقدم فيه ذكر المحدث عنه وكذلك إذا علم السامع من حا الرجل أنه على نية الركوب والمضي إلى موضع - ولم يشك في أنه يركب، كان خبرك فيه أن تقوم: (قد ركب).

وإليك نماذج من فصيح القول، تبين لك قيمة هذا الأسلوب في تقوية الحكم:

اقرأ قول الأخنس بن شهاب - مفتخراً بفواس قبيلته (١)


(١) ديوان الحماسة لأبي تمام، ج ١، ص ٣٠٤.

<<  <   >  >>