فوارسها من تغلب بنة وائل ... حماة كماة، ليس فيهم أشائب
هم يضربون الكبش يبرق بيضه ... على وجهه من الدماء سبائب
وإن قصرت أسيافنا كان وصلها ... خطانا إلى أعدائنا فتضارب
فلله قوم مثل قومي عصابة ... إذا اجتمعت عند الملوك العصائب
أرى كل قوم قاربو قيد فحلهم ... ونحن خلعنا قيده فهو سارب
الكماة: الفوارس. الأشائب: الأخلاط. الكبش: رئيس القوم. يبرق بيضه: يقصد أنه عليه درع لامعة. والسبائب: الطرق. قاربوا قيد فحلهم: قصروه. السارب: الذاهب في الأرض.
فالشاعر يصف قومه بالقوة والمنعة وعزة الجانب، ففرسان خيلهم من أبناء القبيلة، ليس فيهم غرباء لأنهم لا يحتاجون إلى غيرهم، وهم أدرى الناس بضرب الأعداء، فهم لا يضربون إلا الرئيس المدجج بسلاحه فيسيلون دماءه على وجهه أنهاراً.
وإذا ما قصرت سيوفهم عن نيل أعدائهم وصلوها بخطواتهم فقاتلوهم وهم قوم إذا ما اجتمعوا مع غيرهم عند الملوك تميزوا عليهم وفاقوهم في مناقبهم ومفاخرهم.
وهم - لعزهم وهيبتهم - لا يقيدون فحل إبلهم، ولكنهم يتركونه يرعى حيثما شاء، لأنه لا يجرؤ أحد على الاقتراب منه خوفاً منهم وإجلالاً لهم، ولكن غيرهم من الناس يقيدون فحل إبلهم خوفاً من الأعداء، وعلماً عن المغيرين.