وكانت له فيه بصيرة خبيرة ليظل هذا الدرس للفن القولي صدى لحياة أهله وسبيلاً لتحقيق غاياتهم في الحياة الوجدانية الراقية".
٤ - "البيان العربي" للدكتور بدوى طبانة (١):
بعد أن عرض الدكتور بدوي طبانة لتطور الفكرة البيانية عند العرب في كتابه هذا؛ فإنه يستخلص من هذا العرض أن البلاغة العربية تدور عند البلاغيين حول "مطابقة الكلام لمقتضى الحال" كما يرى أن تعريف علم المعاني عندهم وهو: أنه "علم يعرف به أحوال اللفظ العربي التي بها يطابق الكلام مقتضى الحال" هذا التعريف ليس مقصوراً على علم المعاني وحده وإنما هو شامل لعلوم البلاغة جميعها؛ وما دامت البلاغة عندهم تدور حول المطابقة، وأنها شاملة لعلوم البلاغة جميعاً، فلنبحث البلاغة - من جديد - على هذا الأساس، ويذكر أن مجالات المطابقة كثيرة ومنها:
(أ) مطابقة الأفكار والمعاني للموضوعات المختلفة، وقد بين أن كتب النقد وكتب البلاغة لم تخل من أمثال هذه الدراسات التي تنشد المطابقة بين المعاني والأفكار، ويضرب الأمثلة لذلك.