للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المطابقة، وقد فطن كثير من علماء البلاغة والنقاد العرب إلى هذا الاعتبار فاستخلصوا فنوناً كثيرة تتصل بهذا الفن الشعري، ومنها التصريع؛ والترصيع والتوشيح وهو الإرصاد عند بعض البلاغيين و"التسهيم" عند غيرهم، و"الإيغال" و"التصدير".

٢ - واللفظ هو أساس العبارة أو هو الوحدة التي تتكون منها، والمطابقة في اللفظ تنشد في عدة أمور منها: مطابقة اللفظ لمعناه، ومطابقته لما يجاوره من الألفاظ، ثم مطابقة اللفظ للغرض الذي يعالجه الأديب.

٣ - وأكثر فنون البلاغة إنما تهدف إلى تحقيق المناسبة أو المطابقة، ويتجلى ذلك في ألوان ثلاثة من التناسب:

(أ) تناسب النغم والرنين الموسيقي بين أجزاء العمل الأدبي، ومن مظاهر ذلك فيما عالجه البيان: الترصيع، والتصريع؛ والسجع، والازدواج ولزوم ما لا يلزم.

(ب) تناسب الألفاظ ومنه فيما عَالجت البلاغة العربية: "التجنيس" و"المشاكلة" و"التوشيح".

(جـ) تناسب المعاني، وهو كثير في مباحث البلاغة، فمنه التشبيه الذي تراعى فيه المناسبة بين المشبه والمشبه به، ومنه الاستعارة التي تقوم على المناسبة بين المستعار له والمستعار منه، ومنه مراعاة النظير، والطباق قائم على التناسب بين الأضداد وهكذا.

٤ - وتتلمس المطابقة في الأسلوب من جهة ملاءمته للموضوع، ومن جهة مطابقته لأحوال السامعين والقارئين وعواطفهم وعقولهم وقدرتهم اللغوية، فأسلوب الحقيقة لمن لا يستطيع أن يدرك غيره وأسلوب الكناية والمجاز لمن يستطيع إدراكهما.

<<  <   >  >>