هو الواهب المائة المصطفا ... ة، إما مخاضاً وإما عشاراً
فالمعني علي أن الممدوح هو المختص بهبة المائة من الإبل في إحدى الحالتين، أما مطلق الهبة فلله ولغيره، فهناك فرق بين أن يختص بالهبة، وأن يختص بجنس معين من الهبة.
وقد يكون الغرض من تعريف المسند هو تقرير المسند إليه، وأن
ثبوته له أمر ظاهر ومعروف لا يشك فيه أحد، وذلك كما في قول الخنساء ترثي أخاها صخرا:
إذا قبح البكاء علي قتيل ... رأيت بكاءك الحسن الجميلا
فالخنساء لم ترد أن تقصر صفة الحسن علي بكاء خيها، ولكنها أرادت أن تقرر البكاء عليه جنس الحسن الظاهر الذي لا ينكره أحد، ولا يشك فيه شاك.
ومثله قول حسان بن ثابت - رضي الله عنه - يهجو أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب قبل إسلامه:
وإن سنام المجد من آل هاشم ... بنو بنت مخزوم ووالدك العهد
فقد أراد أن يقرر العبودية لوالد المهجو، وأن يبين أن ذلك الأمر ظاهر معروف لا ينكره أحد.
ولو قال: والدك عبد بتنكير المسند، لما أفاد إلا إثبات العبودية له
ومثله قول الغرزهق يهجو الحجاج بن يوسف الثقفي:
فلولا بنو مروان كان ابن يوسف ... كما كان عبداً من عبيد إباد