للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويغلب أن يأتي هذا النوع باسم الموصول (الذي) حيث تقدر في ذهنك شيئاً، ثم تعبر عنه بالذي، كما في قول الشاعر:

أخوك الذي إن تدعه لمسلمة ... يحبك وإن تغضب إلى سيف يغضب

فقد قدرت في ذهنك وتصورت أخا، إن دعوته أجابك وإن غضبت واضطررت إلى حمل السيف غضب وحمل السيف من أجلك ثم عبرت عنه بالذي، ومنه قول الآخر:

أخوك الذي إن ربته قال: إنما ... أربت وإن عانيته لان جانبه

أي: أخوك هو الذي إن أتيت بما يرتاب فيه قال لك: أربت: أي افتفت عنك الريبه وإن عاتبته قبل عتابك.

فقد تصورت في ذهنك إنسانا هذه صفته، ثم أحلت السامع عليه، وعبرت عنه بالذي.

هذا: وقد ينكر المسند لأن الغرض هو الإخبار بثبوت المسند إليه من غير إرادة عبد أو تخصيص كما في قولك: علي شاعر، ومحمد خطيب.

وقد يكون الغرض من تنكيره التفخيم والتعظيم وأنه قد بلغ من خطورة الشأن حداً لا يدرك نهايته أو مداه، كما في قول الله تعالي: {هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ} فقد أتي المسند نكرة للدلالة عل كمال هداية الكتاب الكريم وأنها بلغت مبلغاً لا يدرك مداه، ولهذا أكد التفخيم بأن جعل (هدى)

مصدرا مخبرا به عن الكتاب، أي أن الكتاب هو الهداية نفسها.

وقد يكون الغرض من تنكيره التحقير، كما في قوله قيس بن جروة يخاطب عمرو بن هند، وكان قد نقض عهدا بينه وبين طاء: (١)


(١) رفات المثالث والمثاني ٢/ ٧٧.

<<  <   >  >>